تابعنا

ذكرى الغارة على طرابلس وبنغازي


شموس في سماء الوطن ..الى طياري ليبيا في ذكرى الغارة على طرابلس وبنغازي



ماحدث هذه الليلة هو مواجهة تحمل بركة إثبات الوجود في مكان إعتبره الأمريكيون مكانهم الوحيد أو ربما المكان الوحيد الذي لن يجدوا فيه أحد سواهم فمنذ إنتهاء حرب فيتنام التي لم يأخذ منها العرب عبرة لم يدخل سلاح الجو الأمريكي في أي عمليات حقيقية أوإشتباك في الأجواء مع أي طيران معادي الى صباح يوم من ايام سنة 1981 م .

ماحدث كان فعلا حقيقيا في زمن المواجهة ولنختر له من الاسماء مانشاء ولنقارنه بما شئنا من الزمن العربي الخامل والنائم مرورا بمفاعل بغداد والفاكهاني وجنوب لبنان والدامور والعربدة الامريكية فوق المياه الإقليمية العربية كي لاننسى شهداء الأمة الرافضة والثابتة لوجودها وإن قلت إمكانياتها بدء من عمر المختار الى عبدالقادر الجزائري الى عزالدين القسام وصولا الى سناء محيدلي وسهى بشارة وكل الذين ناصبوا العداء للمتغطرسين ومهما كان مبررهم أومصدر الأمر لكل من أراد أن يقول أنا وحدي في هذا العالم عابرين الصحاري والقفار والبحار وسموات المدن الى أهداف مخططة مسبقا ومنتقاة بعناية للوصول الى أناس مقدر لهم في فكر البلطجة أن يبادوا وأن يصبحوا في فكر ليبرالي مجرد تاريخ قديم ولتكن هذه المدينة من تكون صور .. صيدا .. القدس .. الجزائر . طرابلس .. عمان .. مسقط .. لايهم وأختاروا أنتم أسماء الشخصيات التي تضمها قوائم القتلة لايهم في نظرهم حتى وان اخترتم خير الاسماء عُبد أو حُمد لايهم المهم تمرير سياسة العبث وديمقراطية الفوضي وأخلاقيات قوم لوط .

لنضع هذه المدن في كتبنا ولنخبئها تحت وسائدنا ولننقشها على أحجار قلوبنا ونرسمها على خرائط لايعرفها إلا نحن ولنحفظ هذه الخرائط في غياهب الذاكرة حيث لايستدل عليها سوانا لنحفظ بذلك تاريخ وطن كي لايسدل عليه العابثون الستار.




كيف تُرانا سنحدث أبناءنا واحفادنا حيث يأتون وهم لايعرفون من أي أرض جاؤا وإلى أي تراب إنتسبوا وبأي شجرة استظل آباؤهم وأجدادهم .. ترى من سيغفر لنا حين تغور مدننا أمام زحف من نوع جديد بينما نحن عاجزين حتى عن مد أيدينا لها لنقول : أيتها المدينة أنت لنا .. سيكون مصيرنا هكذا مع هذا الإستمرار للتطبيل والتزمير للفاتحين الجدد حصون تاريخنا وديننا وحتى شرف أهلينا على فراش الديمقراطية وحق الإنتخاب .. فاتحين أذرعنا لهذا الإله الذي سيؤلف بيننا وبين ملائكة السماء فتصبح مساجدنا سجون تحمل إسما واحدا هو أبوغريب

و لنتصفح معا في هذا اليوم معركة طيارين شرفاء أدوا واجبا نحو بلادهم فقط وعشقوا سماء وطنهم تحت أي مُسمي في أول صدام لأمريكا خارج أراضيها وبإمكانيات بسيطة أمام الخصم رافضين رفض عمر المختار والباروني والشريف وبالخير واشتيوي أمام أكبر قوى عصرهم ..وكرفض مقاتلوا الحرب الخامسة في جنوب لبنان وبالسلاح الأبيض وشباب الفاكهاني والدامور الذين لم يملكوا الا كلمة ( لا ) أمام الماكافي والكافير الاسرائيلية وثوار الأوراس وجميلة بوحريد في الجزائر أمام ديغولات نهب الشعوب بعيدا عن النوم في ذكريات الكفاح الذي امتد طويلا.
ولنستعرض تاريخ من نفذوا طلعات إعتراض حقيقية ضد من أسكرتهم فكرة أنهم وحيدون في العالم فتراءت لهم شعوبنا بصورة ديناصورات لابد أن تلحق أخواتها





بداية السلاح الجوي في ليبيا كانت يوم 3 يونيو 1962 بقرار من وزير الدفاع الليبي آنذاك يونس عبدالنبي بالخير الورفلي وكان أول رئيس أركان له المقدم طيار الهادي سالم الحسومي بملاك قُدر بحوالي عشرين طائرة وكان تمركزه في جزء بسيط من قاعدة معيتيقة والذي أنشأ بعد إستبسال أجدادنا المجاهدين في صدهم للغزو الإيطالي فقامت إيطاليا بإنشاء مهبط لنزول طائراتها وأختارت منطقة الملاحة الواقعة شرق العاصمة طرابلس بين منطقتي سوق الجمعة وتاجوراء ( و ليسجل التاريخ أن أول إستخدام للطائرات في الحروب كانت ضد صدور أجدادنا وجداتنا العُزل بل والعارية أحيانا )

وفي سنة 1943 استخدمته بريطانيا بعد فوزها في الحرب العالمية الثانية وبعد ثلاث سنوات استخدمه السلاح الجوي الامريكي لأغراض التدريب وفي تاريخ 17 مايو 1948 أُطلق إسم الطيار الامريكي ريتشارد هويلس على القاعدة بعد سقوط طائرته في إيران
وفي سنة 1951 تم إستغلال اتفاقية طويلة المدى مع الحكومة الليبية وبهذه الاتفاقية أصبح لأمريكا حرية أجواء ليبيا وحوض البحر المتوسط
كانت أول اختبار مبكر للسلاح الجوي بعد الثورة في حرب أكتوبر 1973 او ما سمي بحرب رمضان ضد إسرائيل في مجموع طلعات كان للطائرات الليبية نصيب الأسد منها حيث بلغ مجموعها 400 طلعة جوية و بنجاح تام
وخلال هذه الحرب أقامت ليبيا اتصالات مع موسكو لتنويع مصادر السلاح بعد الامريكي والفرنسي الذي اصبح يلفه استفهام تصريحات مسؤوليه حول الشباب الليبي من كونهم فقراء وكسالى الى غير ذلك


ومع نهاية الحرب كان الليبيون في بداية تصادم مع أمريكا بعد دعم ليبيا لأكثر من 50 منظمة تحريرية يصفها الغرب أنها إرهابية و اعلان ليبيا أحقيتها الشرعية في خليج سرت ( السدرة ) وتلقي ليبيا لأعداد هائلة من السلاح الروسي و تخوف الغرب من تحول ليبيا الى قاعدة لحلف وارسو بعد وصول طائرات من الميج الاعتراضية بمختلف أنواعها وطائرات
التي يو القاذفة والسيخوي المقاتلة القاذفة



واستمر تزويد السوفييت للسلاح الجوي بعديد العتاد والطائرات والدورات التدريبية مع تنامي فكرة المخزون الإستراتيجي للسلاح بعد حرب 1973 وبعد رفض فرنسا لتوريد باقي صفقات الميراج
وفي فبراير 1981 نشرت امريكا حاملة طائراتها لتمارس تدريباتها على بعد 80 كلم من بنغازي العاصمة الثانية لليبيا
وفي اغسطس من نفس العام نشرت حاملة اخرى تسمى يو اس اس فورستال واخرى تسمي يو اس اس 68 قبالة الساحل الليبي مبررة موقفها ان لها الحق في التدريب في هذه المناطق وكرد على ذلك بدأت القوات الجوية بتنفيذ طلعات إعتراضية بواسطة ميج 25 وارسلت امريكا طائرات اعتراضية اضافية من قواعدها في اوروبا
وفي وقت لاحق ارسلت ليبيا مالايقل عن 35 زوج من طائراتها الاعتراضية من طراز 23 و 25 و سيخوي 22 و 20 واعترضت مجموعات من سبعة أزواج ( رف ) من طائرات استطلاع تقوم بمهامها قبالة الساحل الليبي



ورغم توتر الأوضاع والاعتراضات المختلفة لم تستعمل أي صواريخ
الى أن كسر هذا الصمت دخول طائرتين أعتراضيتين إف 14 و إف 18 وانطلاق طائرتان من نوع سيخوي 22 من قاعدة القرضابية في سرت واطلاقها صاروخ دمر احدى الطائرتين ليرتجم الرد الامريكي صاروخ سايدوندر من الطائرة الاخري وهبوط طيار السيخوي بسلام بواسطة المظلة في عرض البحر.
وتزامنا مع الحدث اعترضت الميج 25 محاولات الطيران الامريكي اختراق الاجواء
بعدها سادت الأجواء سنين هدنة طويلة اخترقتها الطائرات الأمريكية وكان رد ليبيا صاروخ من طراز سام 5 ( فيجا)




رغم الهدنة كانت واشنطن تبحث عن مبررات لتنفيذ هجمات يكون الغاية منها تأديب القيادة الليبية على تطاول تراه واشنطن من جانبها محاولة ليبية لوضع واشنطن موضع الند بعد رسم ليبيا خط المواجهة وأسمته خط الموت فكانت بعض الاشتباكات مع بطاريات الصواريخ واعتراضا مع بعض المقاتلات وضرب الأسطول الأمريكي لزورق صغير ليبي فأستشهد بعض من بحارته الشجعان وتم دفنهم في مقبرة الشهداء بمنطقة الهاني حيث النصب التذكاري لمعركة الهاني
وكان هذا التوتر هو السائد في البحر المتوسط والاجواء الليبية الى ان تم تفجير ملهى برلين واتهمت الس آي أي ليبيا انها وراء الحادث
فكان الحشد الاكبر يوم 10 ابريل 1986 وبدأت عمليات مكثفة لطائرات التشويش سي 135 سي اس و ارسي 135في دبليو اس قادمة من انجلترا وكريت

وتم حشد عدد ضخم من طراز كي سي 135 سي و كي سي 10 اي اس و اف 111 واي 10 هاي فورد وغيرها من قواعدها في بريطانيا متزودا بالوقود قبالة الساحل الاسباني والثاني جنوب غرب البرتغال والثالث شرق جبل طارق واخرى شرق طرابلس وفي نهاية المطاف الى طرابلس ... داعما لطائرات الاسطول قرب مالطا
وبدء الهجوم على بنغازي من طائرات منطلقة من الحاملة يو اس اس ( شعاب البحر) مستهدفة مواقع بطاريات الصواريخ وقاعدة بنينة ومواقع اخرى قرب مستشفى الجلاء ومعسكر الجمهورية على ارتفاع 300قدم ( حوالي 100م) وتم تسجيل تحرك اي سي 135 اي لم يعرف طبيعة اعمالها ربما محاولة معرفة اماكن مواقع البطاريات اواماكن انتشارها التي اصبحت تتغير يوما بعد يوم..
وعديد من الطائرات اوقفت هجومها على بنغازي وفسر الجانب الامريكي ذلك بأنه نتيجة مشاكل تقنية
خلف الهجوم مصرع 80 شهيد من المواطنيين
ومع فارق زمني دخلت طائرات اخري من نوع اف 111 ( تستخدم لاول مرة ) الى طرابلس مع انواع اخرى اف 14 اي اس وحلقت بارتفاع منخفض لضرب اهداف مسبقة .. مقر القيادة في باب العزيزية و مطار طرابلس و سيدي بلال والمنطقة السكنية بن عاشور
واسقطت قنابل منها جي بي يو زنة 907 كلغ للواحدة وتم الرد على الطائرة المغيرة بواسطة بطاريات الصواريخ واصيبت الطائرة وسقطت في عرض البحر مع طاقمها المكون من:
نقيب طيار مقاتل : ريباس دومنيكي و النقيب طيار مقاتل : لورانس ( وأعادت ليبيا جثته في وقت لاحق ) بعد فرارها لعدم اصابتها مباشرة بالصاروخ ( والذي ينفجر قبل وصوله الهدف ولا يصطدم بالطائرة عن طريق مفجر الي او يدوي) .. وسبب الرد المدفعي ( م ط) ارباك للطائرات المغيرة و للطيارين سبب في عدم تنفيذ بعض المهام و إصابة مساكن المواطنين

وبعد ايام قامت ليبيا بقصف قاعدة الارسال والاتصالات بجزيرة لامبادوزا .... وهكذا سطر نسور الجو ملاحم بطولية في اعتراض طائرات العدو .. كانت اخرها محاولة جرهم للإشتباك فوق مدننا وبيوتنا وعلى رؤوس أهلنا العُزل

الذكريات قوة الحاضر ولن نبرأ من الذكرى لندخل المستقبل عراة جربناهم وعرفناهم ورأيناهم رأي العين قوة الذكرى هى قوة الحاضر وقوة المستقبل الذي يصنعه ابناؤنا ولاحق لأحد أن يفرض عليهم رؤاه في هذا المستقبل.. نحكي لهم عن كل شئ ولو لم يكن بالتفصيل لنؤكد لهم لسنا معزولين ولسنا عُزل "ويا أهلا بالمعارك" 😍

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق